الخميس، يونيو 03، 2010

التحليل السياسي.. والردّ القياسي


بما أن المؤثرين في المنطقة العربية هم غير العرب، بالتحديد هما إيران وتركيا.. بالإضافة لدولة إسرائيل، فإنه على إسرائيل أن تعرف من تجابه.. ومن حلفائها ومن أعدائها.. وإذا تم استفزاز أحد حلفائها العسكريين من قبلها ماذا سيكون رد الفعل.

تركيا حليف عسكري لإسرائيل منذ أعوام.. ولازالت الصفقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل سارية.. وإن قطعت تركيا المناورات المشتركة هذه الأيام بينها وبين إسرائيل فإنها لم تقطع صفقة السلاح لطائرات الاستطلاع بدون طيار المبرمة بينهم هذه الفترة.. فالشراكة بين إسرائيل وتركيا ليست وليدة اليوم.. والجيش التركي يحافظ على ذلك تماماً حتى برغم أنف إردوغان وجول.

فالأصل أن تركيا دولة أساسها العلمانية ولديها ثوابت لا يمكن لأي حزب فائز في الانتخابات أن يتنازل عنها وإلا انقلب الجيش عليها أولها علمانية الدولة.. وطالما أن حزب العدالة والتتنمية يحافظ على الثوابت التركية فلا ضير بالنسبة لمؤسسة الجيش التركي.

اتجاه تركيا السياسي مال ناحية العرب والمسلمين منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم.. وبرضا الشعب التركي.. على اقتناع أن ذلك فيه الصالح التركي.. وفي نفس الوقت تركيا تمضي قدماً في محاولاتها للانضمام للاتحاد الأوروبي..

فلما اتخذت تركيا موقفاً واضحاً ضد إسرائيل بخصوص السلاح النووي في مجلس الأمن.. قالت إسرائيل: ومالنا لا نرى ما يمكنهم فعله إذا ما استفززناهم استفزازاً..

ويؤكد ذلك قيام إسرائيل قبل هذه العملية البشعة بمناورات عسكرية شاملة.. شارك فيها المدنيون.. وكأن حرباً شاملة ضدهم.. تحسباً لما يمكن أن يحدث..

فلما نوت تركيا إرسال أسطول الحرية لغزة لكسر الحصار، كانت هذه أنسب فرصة..

كان يمكن لإسرائيل أن تعترض الأسطول وتمنعهم من الوصول لغزة... وخلاص.

إلا أن القرار كان.. اضرب لتقتل..

ولنر ماذا سيحدث.. جسّ نبض.

ولهذا كان موقف إردوغان لما قال: تركيا دولة لها جذور وليست بالأمة التي تتعرض لجسّ النبض.

وطبعاً موقف العرب غير مطروح فهو مسيّس من البداية ومن غير المتوقّع أن يقوم العرب بشئ له قيمة.

الغريب هنا الموقف الإيراني غامض وصامت.. لم أسمع تصريحاً يشقّ السحاب ولا صرخة تهزّ الأركان.. ولا أموالاً تدفع ولا مساعدة تقدّم.. فإما أن إيران ألهيت في ملفّها النووي.. أو أن موقفها من الأساس لم يكن مسانداً للقضية الفلسطينية غير جعجعة فارغة أو كضغط على إسرائيل لكي تكف عن التنديد ببرنامج إيران النووي.. أو أن إيران سياستها أن تكفّي نفسها وألا تشغل نفسها بغير أمتها وهذا حقها شريطة ألا تجعجع فيما لا تساهم فيه ولو ببصلة.

هناك تعليق واحد:

  1. كتاباتك تكفي

    واعطت كامل المعاني

    ردحذف