الأحد، يونيو 06، 2010

أول كافر به


واجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأذى والمتاعب من كفار قريش كلهم على اختلاف مدى كراهيتهم لدعوته وجحودهم بها.. أسياد قريش من الكفار كان لهم نصيب الأسد من الأذى والصدّ عن سبيل الله ومحاربة الدعوة.. جحوداً بها وعنداً.. على الرغم من أنهم لم يعهدوا كذباً من رسول الله قطّ وسمّوه الصّادق الأمين..

يقول الله تبارك وتعالى: تبّت يدا أبي لهب وتبّ * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمّالة الحطب * في جيدها حبلٌ من مسد *

عبد العزى - الملقب بأبي لهب - كان أحد أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم.. وهو أول من جهر بعناده للدعوة.. فحينما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يجهر بدعوته ورسالته في قلب مكّة - فاصدع بما تؤمر - ونفّذ رسول الله الأمر فأنذر قومه بمكّة من عذاب الله، فيؤمنوا بالله لا شريك له.. جهر أبو لهب بالكفر فقال: تبّاً لك ألهذا جمعتنا..

ثم صار يصرف الناس عن خطبة الرسول فيهم وعن قول الحق..

وهنا لنا وقفة..

كان من كفار قريش من كانوا أكثر إيذاء لرسول الله كأبي جهل حتى قال عنه رسول الله فرعون هذه الأمّة.. ولعل حجم الإيذاء والصّد عن سبيل الله الذي قام به أبو جهل أكبر مما قام به أبو لهب.. إلا أن الله توعّد بأبي لهب دوناً عن أبي جهل في القرآن.. وقال: سيصلى ناراً ذات لهب.. كتبت له النّار ولا مبدل لكلمات الله في ذلك.

ذلك أنه أول من عاند وجحد بالحقّ، ودفع النّاس دفعاً لئلا يسمعوا كلام رسول الله.. وحرضته نفسه الخبيثة أن يقول على رسول الله كذباً.. وساقته شهوته أن يقف في وجه الحقّ حتى ولو كان يراه حقاً بصيراً منيراً لا ينكره إلا هالك.. وقد هلك.

حمل أبو لهب وزر كل من تبعه على عناده وكفره.. لأنه من بدأ بالكفر والجحود.. ولم يسمع.

لم يعط أبو لهب الفرصة لنفسه لتسمع الحقّ لكبره على الحق.. وقال: تبّاً لك ألهذا جمعتنا ؟؟، وزوّد أنه صار يصرف الناس عن قول الرسول فيهم..

أبو لهب ظلم نفسه.. قبل كل شئ.. لم يسمع!

ومن حكمة الله أن جاءت سورة المسد من السور القصيرة السهلة الحفظ، وأن تكون سورة كاملة في هذا الشخص وامرأته لنعتبر.. لا تصدّوا عن سبيل الله ولا تكونوا أول من يكفر بآيات ومعجزات الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق