الأربعاء، يونيو 09، 2010

كتاب الأغاني للحيدراني


ذوقيات المجتمع في تدني، وأخلاقه في انحدار مستمرّ..

واضحة أوي يعني مش محتاجة نباهة..

كما أن اللغة تلطّخت بالقبح.. والسفالة أصبحت أمر مألوف.. وللأسف غير مستنكر، كما أن العيب لا يقال له لا.. وربما يعاب على الصالح المصلح تدخّله فيما لا يعنيه.

وأكبر محرّض على القبح وانتشاره - عادي خالص - بين الناس هو الإعــــــــــلام.. ما بين تليفزيون وسينما.. وأغاني.. حتى أنه انتشرت أغاني محرّضة على الكيف والمخدّرات وإن كان ظاهرها ماتعملوش كده..

كالذي يقول: شربت سيجارة بنّي.. حاسس دماغي بتاكلني.. قاعد في الحارة بسقّط.. والغسيل عمّال بينقّط، ثم يصرخ فيقول: ياني ياني ياني.. مش حعمل كده تاني.

هي في باطنها محرّضة للكيف والمزاج أو على الأقل تليين الدماغ تجاهه.. عادي يعني يمكن تجربته.

ثم الذي يقول: شربت حجرين ع الشيشة.. ع الشيشة.. ع الشيشة.. محتمل يكون نفس المطرب الذي يبدو أنه لفّ ودار وطار وفات على كل أنواع المكيّفات ثم استفرغ ليتحفنا بتجربته الثريّة بالإسفاف.

لا تحقّرنّ من تأثير مثل هذه الأغاني.. فهي تقوم مقام الكيف تماماً ولكن في شكل هستيري.. هذا، وحينما يتّحد كيف الأغاني مع كيف المستكيّف المعتبر يكون التأثير دوبل.. والسلطنة مباشرة على الدماغ.. بالإضافة إلى الوهم النفسي فيعيش أحدهم انسجاماً يغيّبه عن أيّ حاجة في الدنيا.. بيته.. أسرته.. عائلته.. بلده.. بين جه ومين راح.. مين وقع ومين فاق.. يهرب من واقعه الفاشل وخلاص!.

ثم يأتي صنف آخر من هذا الهزل وهو جاب م الآخر تماماً بمعنى أنه لجأ إلى السبّ والقذف في الأغاني.. كالذي يقول:

أبو أمّك.

نعم بالضبط كما قرأت.. هكذا أبو أمّك..

مهما حاول كاتب الكلمات التبرير أو شرح قصده منها.. أبو أمّك..

تماماً شأنها شأن.. بتاخد فيزا.. إلى غير ذلك.

السؤال الذي أود أن أختم به: لماذا لا يزال في مصر شئ موجود اسمه: هيئة الرقابة على المصنّفات الفنيّة ؟؟ أعتقد أنه لا قيمة لها الآن.. الغوها حتى عشان ميبقاش رئيسها شكله وحش!.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق