الأربعاء، يونيو 16، 2010

الشاهد في قضيّة خالد


بعيداً عن ملابسات القضيّة نفسها وما إذا كان الرجل مدمناً أو غير مدمن.. فإن تناول الإعلام للقضيّة وتعامل الداخليّة هو ما استفزّني حقاً.. ولازال النظام يتيخيّل أنه يمكنه الضّحك على النّاس.

الفكرة أنه على النظام أن يفهم أنه ليس معنى أن الناس لا رد فعل لها حيال أمر ما أنها لا تفهم حقيقة الأمر، أو أنه يمكن الضحك والاستخفاف بعقولهم.. فالفكرة ليست أن الشاب مدمن أو غير ذلك.. الفكرة أنه تعرّض للضرب حتى الموت بغير حقّ وبدون أي مبرر.. هكذا.. لمجرد ضلوعه مع الشرطة في مشكلة ما.

وتناول الإعلام لهذه القضية وبيانات الداخليّة حيالها هي أكثر ما استفزّ الناس.. منها انتقاد مسئولي الداخلية لتغطية الإعلام للقضيّة.. وهو أمر غير مفهوم.. ما معنى ألا يغطي الإعلام مثل هذه الأمور غير أنها رسالة واضحة أن الإعلام ليس إلا للهلس والأفلام والمسلسلات الرخيصة..

والكذب بشأن تأديته للخدمة العسكريّة.. وتلفيق تصريحات لوالدته لا شأن لها بها.. هذه هي الكارثة الحقيقية.. أنه لازالت الحكومة تظنّ أنها يمكنها الضحك على الناس والاستخفاف بعقولهم..

خلاص الآن أصبحت التغطية الإعلامية أمر سهل للغاية.. الموبايل أبو كاميرا.. صوّر.. ارفع على اليوتيوب وشرّد للعالم كله.. إلى الحدّ أن القضيّة وصلت أصداؤها لأمريكا.. والعالم.

وأن تدّعي الشفافيّة وأنت عار منها تماماً، هذه هي الكارثة.. يعني لما يطلع علينا السيد تامر أمين - اللي خلاص جبت جاز منه - فيقول أنه لن يأتي في صفّ أي رواية من الروايات ثم يستطرد فيقول أن رواية وزارة الداخليّة الأقرب إلى المنطق فيستطرد مستهزءاً بالقصّة ويشبه القتيل باسماعيل ياسين في فيلم ابن حميدو لما أكل المخدّرات.. ويقول أنه في موقف محايد.

استهزاء بمشاعر الناس وعدم تناول الموضوع بموضوعيّة.. إذا لم تكن لديك الإمكانيّات الفنّيّة أن تكون محايداً، وينازعك ولائك للحكومة فيعيمك عن الحياديّة التي تزعم أنك تنتهجها.. فلا تتحدث بالأمر.. واقض ما أنت قاض في أزمة المحامين أو رغيف العيش.. فوقتئذ لن تضطر لموالاة أحد على حساب أحد.

ويتبعه خيري رمضان فيعلنها صراحة انحيازه التام لموقف الداخليّة، بل وتكريم أهل الفيديو أصل المشكلة ووصفهم بالأبطال.. والتأويل المطلق لصالح الداخليّة..

إلى أن وصل الأمر لمسامع أمريكا الأم فغضبت وصرحت أنه يجب محاسبة المسئولين عن هذه القتلة البشعة.. فيأمر النائب العام بإعادة تشريح الجثّة.. وهذه هي الطّامّة الكبرى.

أوننتظر الضوء الأخضر من أمريكا للبتّ الحقيقي في شأن مقتل مواطن
مصري في مصر ؟؟!!

وقع ذلك عليّ كان أقوى من الجريمة ذاتها، فالجرائم كل يوم وعرضة أن تحدث.. لكن التهاون في حق أبنائنا هو أساس من أساسات المنهج الفاسد.. وهذا ليس تهاوناً في حقّ أبنائها بالخارج مثلاً فهذياً نقول لا حيلة لنا.. بل إنه تهاون في حق أينائها على أرض مصريّة.. ولم نتحرّك إلا بعد أن وخزتنا أمريكا.

أمريكا تلومنا - كذباً - أننا لا نطبق العدل على أبنائنـــــــــــــــــا.. ونحن نتقبل التدخل في شئوننا بهذا الصدد..

نفس الفكرة في قضية رشوة مرسيدس العالمية بعد أن علم كل مسئول مرتشي في كل دولة بالعالم حدثت فيها هذه الرشوة إلا مصر وعتّم على الموضوع تعتيماً أهتماً.. اليوم وبعد انكشف كل شئ.. يرسل النائب العام المصري لأمريكا للاستفسار حول رشوة مرسيدس.

اللهم أصلح الحال بنا.. استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق