الأربعاء، يونيو 23، 2010

الورقة المصريّة.. وكرّاسة الشروط


قبل كل شئ فإنه لا مساند للقضية الفلسطينية من العرب والمسلمين كدول وأنظمة غير مشاعر وأحاسيس أحياناً تترجم سياسيّاً لبعض المبادرات التي لا ترقى للدعم الكامل في وجه العدو الصهيوني.

وإن كان يوجد اهتمام من بعض الدول، فلا أراه اهتماماً خالصاً لله في لله.. واهتمام مصر بالقضية أمر حتمي وواجب عليها ولو كانت لا تفكر إلا في نفسها كما هو الحال الآن.

مصر مهتمة أن تكون الأوضاع بجانبها مستقرة.. وهي - مرغمة - ضمن خطة الشرق الأوسط الكبير الأمريكية، تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة كما تخدمها جميع الدول العربية وأولها دول الخليج..

بل يزيد أن من دول الخليج - م الآخر دولة قطر - من يتعاون بشكل رسمي وعلني مع الكيان الصهيوني فيما لم تصل إليه مصر بعد من تعاون.. فمصر تتعاون مع الكيان الصهيوني في إطار سياسي لكي تظل الأوضاع كما هي.. وخلاص!، ولكن لم يتطور الأمر لتبادل زيارات رئيسي البلدبن، أو التعاون الشامل في شتى المجالات.

بل إن تأسيس بعضاً من الدول العربية لا أصل له أساساً ولا جذر.. وهنا م الآخر دولة الأردن.. من أكبر حلفاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة.. وتوالى على حكمها حاكم تلو الآخر من كان همّه تثبيت عائله على كرسيّ الحكم حتى ولو ضحّى بالقضيّة تماماً.. وربما يعلن ذلك على الملأ ولا يبالي.. كما فعل الملك حسين حينما ذهب بنفسه لإسرائيل ليبلغ بوقوع حرب أكتوبر مبرراً أنه كان يخشى دخول مملكته في حرب لا شأن له بها.. ولا عجب في ذلك إذا كان أساس تكوين الأردن أن تكون فاصلاً بين المملكة السعودية - أراضي الجحاز - وإسرائيل بحيث لا يضغط الشعبين على حكامهما لتصعيد حرب دينية بين البلدين.. فقال يعني كده لهم حجّة.

فيعني م الآخر كله في الألسطا لئلا نزايد طرف على آخر لمجرد أنه كثير الجعجعة..

ومما تورطت فيه مصر - والأحرى أن نقول أن هذا واجبها ولكن الواقع أنها متورطة فيه - قضية المصالحة بين الجانبين الفلسطينيين.. حماس وفتح.. وما يؤكّد تورّط مصر في المصالحة بغير إرادتها هو أنها تريد تفرض شروطاً على طرف من الأطراف واحلق لنفسك ده اللي عندنا..

بعد جلسات المصالحة الفلسطينية التي تمت في مصر ليل نهار كل يوم سأمت مصر من عدم الوفاق الفلسطيني.. فقررت طرح كراسة شروط على الجميع أن يلتزم بها وألا يبدي أي تحفظ على أي بند من بنودها.. م الآخر.

ربما يكون الكلام هنا مقبول إلى هذا الحد.. ما هو لازم نخلص.. ولكن أن تكون هذه الكراسة منحازة تماماً لطرف من الأطراف وشروطها هي بالكامل ضد حماس.. تلغي تماماً.. وهذا بالتأكيد بعلم أمريكا.. إذاً فلا داعي لطرح الموضوع أساساً..

يعني مش الهدف إننا نطلع حماس هم اللي الإرهابيين الظلمة.. إذا كان الهدف هو المصالحة الفلسطينية وتضميد جراح الأمّة.. فعلى الورقة أن تكون عادلة ولا تدخل فيها حسابات لقوى أخرى في المنطقة..

فعلى حماس ألا تستمع لأي قوى أخرى في المنطقة غير الصالح العام..

وكذلك على فتح ألا تستمع لأي قوى أخرى في المنطقة غير الصالح العام.. وعلى الإثنين ألا يتعاملا من منطق أنهما فريقين.. في النهاية ما فتح وما حماس ؟؟ كلها مصطلحات وأسماء في النهاية هما مسلمين فلسطينيين عربيين..

لكن لعبة المصالح والأجندات لها كلمتها.. للأسف تكون الأولى والأخيرة..

أحياناً بعدما نرى أن الفريقان قاربا على الصلح مرة واحدة يطلع خازوقاً يدمر كل جهود المصالحة بين الطرفين.. هذا لأن الطرفين - أحدهما أو كلاهما - يسمع لقوى خارجية ولا يتحرك إلا بناء على توجيهاتها وإلا نزعت عنه هذه القوى دعمها.. ومالها.

بالتأكيد لو كان الصالح الفلسطيني هو الأساس في المفاوضات لكان الأمر حلّ منذ فترة.. ولكنها التبعيّة العمياء والجري وراء الدعم..

ثم تأتي مصر.. وتطرح ورقة هي الأخرى تخدم أجندات خارجية ويإما كده يإما بلاش.. وكأن مصر ترتدي عباءة المقاولون العرب حينما تطرح كراسة للشروط التعديل فيها ممنوع وإلا رفض عطاءك..

حماس ليست مقاول يريد التقديم للفوز بعملية شراكة الحكم.. ولا فتح مالك القضيّة.. ولا كانت مصر الاستشاري مثلاً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق