الخميس، فبراير 03، 2011

كلاب النظام يرفسون


يمكنني القول بأنّه لدى الرئيس مبارك فريق عمل لإدارة الأزمات الطّاحنة بالنظام على أعلى مستوى.. وليس معنى أن هذا الفريق يدير الأزمة بشكل أخلاقي مثلاً.. أو يتبع ما يمليه الضّمير إذا وجد الضمير.. بل هو الوصول بالأمر بقدر الإمكان إلى ما كان عليه مع إجراء بعض التعديلات التي يمكن أن تسكّن النّاس..

ما أودّ أن أقوله أن النظام.. بخلقه للفوضى والفراغ الأمني لعدة أيّام.. قذف في قلوب كثير من الناس أن يكرهوا ما فعله الشباب واحتجاجاتهم في ميدان التحرير.. إذ وصل لهم أنهم سبب الفوضى.. وجوع الجعان.. وتوقّف الأعمال.

أصرّح بأن رأيي بعد هذه الاحتجاجات العارمة في أرض الميدان.. أن الصواب ألا يغادر الرئيس السلطة على ألا يرشح نفسه لولاية جديدة.. وأن يضمن ألا يترشح جمال ابنه لهذا المنصب.. وأن يحلّ مجلس الشعب المزوّر.. وأن يعدّل الدستور ليكون منطقيّاً بخصوص الانتخابات والإشراف القضائي عليها.. وأن يتم أخذ خطوات جادّة وهامّة في إلغاء الطّوارئ.. التي لن تلغى خلال هذه الأيّام.. طبعاً.

والحقّ أنه أعلن ذلك في الخطاب.. واستبشرت بذلك خيراً.. قلت ليس من الضرورة أن يرتعد الرئيس فتضرب ركبتيه بعضهما البعض ويغادر البلاد هارباً.. ليس من الضروري تطبيق ما حدث في تونس نصّاً.. ولكن الأولى هنا أن يتم ذلك في إطار من الشّرعيّة.. وليحكم عليه التاريخ بما له وعليه كما قال.. ثم ليحاسبه الله بعذ ذلك وهو أحكم الحاكمين.

إلا أنه بسبب فقدان المصداقيّة.. كره الناس ذلك.. وأصرّوا أن يرحل بشنطته خارج البلاد.. ولكن كل الذكاء كان في الخطاب إذ خاطب العواطف لا العقول.. فتخلخل من تخلخل بالتّحرير..
ولجأ كلاب الوطني للتوسيخ كما عهدنا منهم في الانتخابات وغيره باستخدام بلطجيّة الحزب.. لقذف الرعب في قلوب المحتجين.. فتدخل كلابهم لترعب الناس ويشهرون السيوف في وجوههم.. ليظل الوطني كما هو مرتعاً للكروش الكبيرة التي تفعل كل ما تفعل للحفاظ على سلطتها الماليّة وأعمالها.. وتبّاً لأيّ معطيات أخرى.

فمن تعاطف بالأمس مع الرجل.. نكره وكرهه الآن.. ومن كان في قلبه القليل من التعاطف تجاهه بعد الخطاب.. نزع بالكامل ما كان فيه من الرحمة.. وأيقن أن المواجهة لن تنتهي.

وتواطأ الكلاب فاشتبك المؤيّدون للنّظام والبلطجيّة مع الشباب المعارض.. والكل يخاف الفتنة..

لنعيش فيما لا يعرف متى سينتهي.. وعلى أي حال سينتهي

الحقيقة أني كنت أتمنى رجوع المحتجّين بعد خطاب الرئيس وظننت أن الحياة ستتغير.. إلا أن أتباعه من الكلاب أظهروا أن الأمر كما هو.. ونسفوا كل ما خلق من مصداقية مع النظام..

وفي داخلي أنا على يقين تام بأن ما حدث من سفالة بميدان التحرير بالهجوم على العزّل وترويعهم.. هو من عمل رجال الأعمال المتمسّكين بالنّظام الذي يؤمّن أموالهم..

ولكن هذا لا يعفي رئيس الجمهورية من مسئوليته المباشرة..

فإن كان يدري فهذه مصيبة.. وإن كان لا يدري فتلك أعظم!

والحقّ أني لا أهتم حالياً بنقاش المعارضة مع النظام لأنه لن يحل الإشكال.. إذ فقدت الثّقة تماماً مع النظام.. وأعتقد بأن ما حدث لن ينسى.

إذا أراد مبارك أن يحل الأزمة.. وأن يرحم مصر من الفتنة.. عليه أن يتدخّل بنفسه فوراً في أحداث الميدان.. وأن يدعو أنصاره للانسحاب.. هذا.. لأنه لا أحد يتحدث باسم المعارضة فيدعوهم للانسحاب من الميدان.. أو بجنوجهم للسلم.

أسأل الله.. ألا يتواطأ الجيش على الناس.. وإن تواطأ فأسأل الله أن يرجع عن ذلك.. فلا يفقد الناس ملاذهم الوحيد في الحياديّة..

---

اللهم جنّب مصر الفتن.. وانصرنا على القوم المفسدين.. المخربين.. والخونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق