الثلاثاء، مايو 01، 2012

في تصعيـد التيـــار الإســلامي



أولا: لا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتداء على أي معتصم مهما كانت مطالبه طالما أن هذا المعتصم انتهج النهج السلمي في اعتصامه.

ثانيًا (وهي مرتبطة بأولا): تأييدك للاعتصام من عدمه ليس له علاقة بضرورة التسليم بعدم إيذاء المعتصمين..

شخصيًا لست مؤيدًا للاعتصام الحالي عند وزارة الدفاع، ولكني ضد أي اعتداء على المعتصمين هناك، ومن اعتدى على المعتصمين أرسل إليهم البلطجيّــة، بمعنى أنه هو نفسه يعلم تمامًا أن الاعتداء على هؤلاء المعتصمين لا يمكن أن يكون مبررًا إلا من قبيل البلطجة والخروج على القانون..

كل هذا مع التأكيد أن اعتصام وزارة الدفاع لم يجنح للعنف، ولم يمارس البلطجة، ولم يروع أمن المواطنين، ولم يسدّ الطرق أو عطّل حياة الناس الطبيعية..

ما سبق أمر طبيعي ووجب التنويه له، واستنتاجًا منه أؤيد من ينزل داعمًا للمعتصمين ضد أعمال البلطجة وإن كان لا يؤيد مطالبهم، كذلك كان الحال بالنسبة لي مع اعتصام مجلس الوزراء على سبيل المثال، وإن كان اعتصام مجلس الوزراء عطّل ولو شكلاً حركة العمل في مجلس الوزارة..

القضية هنا.. في تصعيد التيار الإسلامي..

أكون كذابًا إن ادعيْت أني أفهم ما يجري خاصة من قبل التيار الإسلامي سواء في تصعيده ضد المجلس العسكري - في الشارع - أو ضد الحكومة في البرلمان..

الفكرة أنه وقت ما كان المجتمع المصري كله في حالة تخوف من تسليم السلطة للمدنيين، ولم تكن خارطة الطريق واضحة لدى العامّة.. لم يكن التيار الإسلامي من مؤيدي النزول للشارع.. بل وصل الأمر للامتناع عن نزول بعض المليونيات.. دون الدعوة حتى للاعتصام.. وذلك بداعي أن النظام يريد أن يجرّ التيار الإسلامي لمواجهة شاملة في الشارع يقلب بها الأوضاع رأسًا على عقب.. الحقيقة لا أفهم ما الذي جدّ جديد حفّز التيار الإسلامي النزول للشارع..؟!

وأتمنى ألا تكون الإجابة: يعني الناس مينزلوش الشارع تقولوا باعوا الثورة.. ينزلوا تقولوا إيه اللي جدّ جديد.. نعم التساؤل مشروع لأن نزول التيار الإسلامي للشارع الآن يأتي مع قرب انتخابات رئاسية وتسليم - مفترض - السلطة للشعب، صبرتم طوال هذه الفترة واخترتم عدم النزول تفاديًا لقلب الأوضاع، ثم وبعد أن وضحت خارطة للطريق ساهم في توضيحها اعتصام نوفمبر الذي رفضتم النزول فيه بشكل رسمي يحمل اسم جماعاتكم، الآن تنزلون في المليونيات وراء المليونيات، ويعتصم منكم عند وزارة الدفاع - أساسًا بدافع قضية حازم أبو إسماعيل - وتهتفون بإسقاط العسْكر؟!!

ثم لا أفهم إصرار الإخوان على إسقاط حكومة الجنزوري التي بقي على عداد انتهاء ولايتها شهرين، ولا أجد له تبريرًا غير محاولة إظهار قوة الإخوان في الحياة السياسية.. نحن نقدر على خلع الحكومة!! أداء الحكومة سيء ولكن ليس في الشهور الأخيرة فقط، منذ أن وُلّيت هذه الحكومة وكان عليكم الاعتراض عليها.. الآن تذكرتم أن الجنزوري يتخبط و.. و.. لا أرى من تبعات تغيير الحكومة الآن إلا إرباكًا للمشهد السياسي ونحن على أعتاب انتخابات رئاسية..

تحريك الشارع الآن أصبح - للأسف - ليس لمصلحة مصر وإنما أصبح لعبة صراعات سياسية، وهذا ما جعل الكثير من أهل التحرير يعزفون عن النزول لمثل هذه المليونيات.. قد يغصب أحدهم على نفسه في النزول مرة، ولكن ما إن ينزل حتى يرى أن المليونية هدفها سياسي بحت..

روح الميدان القديمة التي كانت موحدة على قلب رجل واحد هدفه إسقاط حسني مبارك لا تجد لها مسلكًا في تظاهرات هذه الأيام..

الآن هي لعبة سياسة.. ونحن - أو أنا شخصيًا - أشعر وكأني كتلة حرجة تتأرجح بين هؤلاء وهؤلاء.. فعلاً صدق من قال من قبل أن الثورة كانت في يد الثوار والشعب معهم، ولكن حتمًا سيأتي وقت لينتهي دور هؤلاء الثوار ويتولى الدفة أصحاب السياسة.. ولكن يبدو أن تولى الساسة و"أنْطرة" الثوار جاء مبكرًا زيادة عن اللزوم..

بالله عليكم اختاروا.. إما ثورة حتى النهاية و"فرْمتة" هذا النظام عن آخره وتحمل تبعات ذلك مهما حدث من خسائر ومهما تكبدنا من أرواح ودماء شهداء.. أو أن تلعبوها سياسية، وتحمل تبعات ذلك مهما حدث من أن الرئيس القادم عليه أن يلعب سياسة هو الآخر مع المجلس العسكري..

أما الجمع بين الاثنين، بمعنى إكمال الثورة على النظام - المجلس العسكري من النظام السابق - وفي نفس الوقت انتخاب رئيس صدامي مع المجلس العسكري في انتخابات تقام تحت حكم المجلس العسكري هو أمرٌ لا أجد له في "دماغي" أي منطق!!




هناك تعليقان (2):