الجمعة، يونيو 01، 2012

لا تتركينا أيتها الذكريات..


الأحداث السياسية كثيرة زيادة عن اللزوم هذه الأيام، وبمناسبة أن غدًا سيُنطق الحكم بإذن الله في قضية "موباريك" أعلن أن هذه الرسالة لا علاقة لها تمامًا بالسياسة والسياسيين.. ولا علاقة لها كذلك بالشريف "موباريك"..

إننا نفتقد إحساس الذكريات ياخوانّا.. نفتقد تلك الجلسة التي نقعد فيها نتذكّر "الأيام الخوالي".. كيف كنا ننظر لمستقبلنا، وكيف كنا نعيش حاضرنا.. طب كيف كنا ننظر لماضينا..

وقفت أمام أحد البيوت التي كان لها عظيم الأثر في ذكرياتي.. وظللت أنظر لكل جزء فيه.. من برّة.. هل يا ترى هو كما هو لما كنا في المدرسة.. هذا البيت الذي كنا أحيانًا نخرج من مرواح المدرسة عليه، نشرب بيبْس - برشطة - ونقعد على الكمبيوتر - برشطة برضه - ونتابع تطورات الموقع الذي كنا ننشر عليه أعمالنا الفنية الأسطورية - نفخ ذاتي لا ضرر منه - وكنا نتناقش في هذا البيت في السياسة والدراسة والكياسة - لزوم القافية - وحياة المدرسة الاجتماعية..

كان لكل منا اهتماماته ولكنها كانت اهتمامات الجميع، لما كنا ويّا الصّحاب متجمّعين..

وقفت أمام البيت وتذكرت لما كنت أطلع على سلالمه أنشد وأطرب أي شئ يأتي على بالي عشان الصوت كان بيرنّ في العمارة كلها.. وأصوّر لنفسي أن صوتي خلاب.. غير آبه أن هذه العمارة فيها سكّان، ولكن يبدو أنهم من الخلق أنهم لم يكبتوا هذه الموهبة فيّ..

تذكّرت لما كتبت على جدران هذه العمارة من الداخل: الإسلام هو الحل، من غير أن أعرف أن هذا شعار الإخوان المسلمين، فتدور الأيام وحتى خروج الإخوان من السجون.. هم أنفسهم لا يستخدمون هذا الشعار الآن.. تذكّرت ذلك لما رأيت ملصقًا على العمارة يدعو لانتخاب "الإخوان" مكتوبًا عليه: لمستقبل أولادنا شارك في الانتخابات، الإسلام هو الحل! ومن هنا علمت أنه إما ملصق قديم.. أو ملصق غير رسمي للإخوان..

تذكرت أما كنا نقف أسفل العمارة ننادي بعلو حسّنا على صديقنا لينزل إلينا..

تذكرت وقت أن كان بيت "حسين عادل فهمي" في كثير من الأحيان هو "الخروجة"..

كان حسين مصدر التكنولوجيا في هذا الوقت، تذكرت ذلك لما فرّجني حسين على أيبادِهِ الجديد.. قلت في دماغي: دائمًا هو الأسبق تكنولوجيًا.. زمان ولا دلوقتي..

تذكرت لما كان يسحب رسوماتنا كلها "سكان" على جهازه كي ترفع على موقعنا الإليكتروني "كلاكيت" الذي جمع رسوماتنا كلها.. مهمّها وتافهها.. حلوها وآلشها :)

العمارة لا تزال كما هي.. ولكنها الآن لا تجد من يفكّر فيها بهذا التأمّل المزاجي الرايق..

أخرج لي حسين من مكتبته سكتشاتي القديمة.. رسوماتي ونُكتي الكاريكاتورية التي كنت أرسمها عنده في البيت.. تذكرت المدرسة وحصص رسم المدرسة.. تذكرت وقت أن كنت أقلد مدرسي المدرسة، وتذكرت حينما كان يطلب بعضهم أن أقلدهم أمامهم..

تذكرت بساطة هذه الأيام.. نسبًة للوقت الحاضر..

تذكرت حفلات المدرسة آخر كل عام، والتي كنت أشارك فيها بقراء القرآن الكريم في أولها..

تذكرت الإذاعة المدرسية، والتي كرمني الله بها أن كنت أتلو فيها القرآن على مسامع طابور المدرسة..

تذكرت أنشطة حسين المنتشرة في أرجاء المدرسة، من المجلة الخضراء وحتى محاولته لجمع دفعة المدرسة الجديدة على موقع إليكتروني ليجمعنا فيه..

تذكرت لما بدأنا - حسين وأنا - نكتب في مدوّنات ياهو360 منذ العام 2003.. وحتى انتهى بنا الحال على بلوجسبوت.. :)

استغلّيْت وقوفي منتظرًا حسين كامل الاستغلال في محاولة "الفصلان" من مصر السياسة، مصر الهيصة.. إلى الذكريات..

لازم نفصل شوية يا جماعة.. لازم نفصل :)

هناك تعليق واحد:

  1. والله عندك حق يا حيدرة .. الواحد من زخم الحياة والجري (ورا لقمة العيش) بأه مش لاقي وقت يفكر فيه عن اللي كان عليه قبل كده .. أحلامه .. أفكاره . اهتماماته .. أصحابه ..

    قعلا .. إحنا محتاجين وقفة من الحياة اللي فعلاً اتحولت لدوامة .. علشان نقدر نركز في أهدافنا وطلباتنا وأحلامنا الصغيرة ..

    ردحذف