الاثنين، ديسمبر 24، 2012

عن هجمة الفقع الاستعمارية الشرسة..



من خلال متابعة "التصاق" الشعب المصري وخاصًة السيدات منهم بالمسلسلات الأجنبي خاصًة تلك المكسيكية ومن قبلها اليابانية (أوشين) ثم أخيرًا التركية، يمكنك أن تستنبط عاملًا مشتركًا بين هذه المسلسلات جميعًا وهو التلذُذ بالنَّكَد.

الحقيقة، أني لو كان قُدّر لي - والحمد لله الذي عافانا - أن أكون منتجًا لمثل هذه المسلسلات، لن أتوقف أبدًا عن إنتاج مثل هذه المسلسلات وما عليّ فعله هو تطوير فكرة التلذُذ بالنكد ليس أكثر.. ما هو كده كده حيتفرّجوا عليه، وجراء ذلك سأكسب الأموال الطائلة لا شك!

ترى أن كل ممثلي المسلسلات التركية ليسوا على المستوى تمامًا، ما يجوش حاجة جنب حمدي غيث مثلًا، إلا إنه ارتبطنا بفكرة المسلسل التركي خلاص حتى أنه بقى كاتيجوري زي كده ما بتقول فيلم عربي، تقول مسلسل تركي. وتتشابه جميع هذه المسلسلات أنه لغير المتابع إذا ما وقع عيناه أو سمعه عليه في أي نقطة خلال الحلقة، بنسبة 90% سيسمع ويرى بكاء وعويلًا في الغالب يكون استنجاد بشخص ما.. غريب يا أخي أن ترى كل السيناريستات هناك يفكرون نفس التفكيرن نفس المنهجية في تأليف المسلسلات وبما أن هذه النوعية من الفقع هي الرائجة في وطننا العربي الحبيب فقابل واقعد بقى.

ويبدو أن ما يحدث فينا هو تخليص حق، فمرّت فترة ليست بقليلة، ولم تنتهِ بعد، كانت مسلسلاتنا كلها استنساخ من بعضها البعض، حتى الديكورات والسيارات والممثلين والممثلات تقريبًا كانوا هُم هُم لا يتغيرون.. لعل المسلسلات التاريخية نجت من ذلك بحُكم إن القصة التاريخية فرضت على المخرج سيناريو معين للأحداث - وده الحمد لله - حتى يظهر جليًا في المسلسلات التاريخية مدى حككان المخرج لنفس الأساليب العقيمة التي انتهجتها المسلسلات الاعتيادية..

إلا إنه يبقى أننا كفيْنا شيري خرّنا، ولم نصدّر هذه المسلسلات إلا ربما لدول الخليج الشقيقة - يستاهلوا مفيش مشكلة -، السؤال بقى: ماذا رأيت منا يا إردوغان حتى تصدر لنا مسلسلاتك؟ أخشى أن يكون قرض المليار دولار المخصص لدعم المنتجات التركية المصدرة لمصر مُدرجٌ فيه بند هذه المسلسلات، فإذا كان الأمر كذلك فأنا على أتم الاستعداد لثورة جديدة على البث الفضائي كله، وسأضحي من أجل ذلك بالغالي والنفيس.

أتمنى أن تمر موضة المسلسلات التركي سريعًا، وألا تترك رياحها العاتية آثارًا سلبية.. وأحب أقول أننا سنصمد أمام غارات الفقع المتتالية، من عشق ممنوع، وأوان الورد، وأواني الحلل ومثل هذا البيض المُموه! كما صمدنا من قبل أمام مسلسلات أليخاندرو وأوشين..

وشُكرًا،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق