الثلاثاء، فبراير 05، 2013

سواق التاكسي :)

مش عارف ليه افتكرت النهاردة موقف حصل لي وأنا في الكلية، مكنش لسة معانا عربيات، والحمد لله كنا ثلاثة طريقنا ميدان الحجاز، فبدل الشحطَطة في الأتوبيسات والهري وفرهدة الحرّ كنا بنستقل تاكسي ونتشارك أجرته،

وكل سواق تاكسي كان له حواراته، بس اللي علّق معايا من ساعتها، شاب كان بيحكي معاناته فإنه في المنطقة اللي ساكن فيها - اللي مش فاكر اسمها - يروحوا كل يوم يجيبوا ميّة شُربهم من مصدر مياه للمنطقة كلها.. الجميل في الراجل إنه كان بشوش جدًا وكان الكلام معاه لطيف ومسلي جدًا - صراحًة على غير العادة من سائقي التاكس - وكان من ضمن الطرائف اللي اتقالت، إني جيت أقول أنا خبر قرأته في الجرايد عن إن جمال مبارك قدم ذمته المالية، ولسة بقول فلاقوا قام مقاطعني:

أربعتاشر ألف جنيه، والحاج أبوه كان عامله شقة بعفشة مية عشان الجهاز بس عشامّا يتجوز،

طبعًا مهما حكيت عن أسلوب إلقائه للإفيه ده مش حعرف أوصفه من كتر الضحك اللي ضحكناه معاه.. الراجل ظروفه صعبة جدًا وعايش مع أهله في مكان مش عارفين يشربوا فيه مية نضيفة اللي هو حق آدمي طبيعي، ومن كده قاعد ينكّت.. ومن هنا الراجل قعد يقول خواطره حول الموضوع:

"الصراحة يا باشا أنا بحمد ربنا إني مطلعتش مسئول في حكومة ولا في وزارة، عشان كنت حَرتشي صراحة يعني!!"

قالها سُخرية من حاله ومن البلد ومن كل شئ، وسبحان الله الجدع ده من القلائل اللي ما فاصلوناش في الأجرة كما جَرَت العادة، وكان مبسوط بنا أوي،

متهيألي الجدع ده - أكيد يعني - طحن الدنيا لما قامت الثورة، من حاله ومن اللي كان في دماغه وهو عايش أيام حُسني،

يا ترى الراجل ده ظروفه إيه دلوقتي؟ لقاله شقة في حتة كويسة هو وأهله؟ متجوز؟ ولا يكون استُشهد في الثورة ومحدّش سمع عنه؟ ولا يكون سافر وهَجّ وساب البلد أساسًا؟!

سبحان الله مش عارف ليه افتكرته دلوقتي.. :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق