الأحد، يوليو 17، 2016

الشعب المصري..

الشعب المصري شعب صَلْب وحمَّال أسِيَّة وذكيّ بالمقارنة مع شعوب كثيرة، ولو معاه قيادة مستنيرة ورشيدة يقدر فعلا يسوي الهوايل، لكنه اتخرب على مدار عقود.

الفقر والجهل والمرض هدّوا حيله، وبقى اهتمامه في الجري ورا لقمة العيش والسحلة في الساقية اللي ما بتنتهيش دي، وأصبحت المادة والمصلحة هي المتحكمة فيه مش المبادئ وصلاح الأمة ورفعتها.

وده راجع للخيانة اللي حصلت له على مدار العقود الأخيرة من قيادات كان كل تركيزها على الناحية الأمنية من حيث السيطرة على الحكم وحفظ النظام، مكنش من أولوياتهم أبدًا عيشة أحسن للناس ولا إن يبقى لهم مستقبل. انعكس ده على كل القرارات اللي اتخذتها القيادات دي من سلام مهين مع العدو إلى انبطاح كامل لسيطرة الغرب على مقدراتنا لحد اطلاق يد الفساد في كل جوانب الحياة. فبقى المواطن المصري الطبيعي - اللي معاهوش فلوس كفاية عشان يستغنى عن الحكومة - مريض وجاهل وفقير والأسوأ من ده كله مغيَّب عن اللي بيحصل على الحقيقة في الدنيا.

في دول تانية الشعب فيها متعرضش للي اتعرض له الشعب المصري من إهمال أصبح لدى المواطن العادي اللي فيها وعي وإدراك باللي بيحصل وما بيتضحكش عليه بسهولة، مش شرط تكون الدولة دي من أكثر الدول تقدمًا، ولا أكثرها غنى، بس المستوى التعليمي اللي فيها أعلى من نظيره المصري بكثير، ومستوى الاطلاع عند الفرد اللي هناك أعلى، إنما في مصر: نسبة صغيرة من الشعب هي اللي عندها الاطلاع وعندها مخ تقيم به الأمور بعيدًا عما يُغنى به صباحا ومساءً من إعلام الدولة، ودول في المُجمَل مكروهين من الأغلبية، عشان الأغلبية معندهاش الاطلاع ده ولا عايزة يبقى عندها الاطلاع ده، اتمسخت باللي عمله فيها النظام على مدار عقود فأصبح اقناعها بنقيض فكرها شيه مستحيل.

إنما - بالنسبة لي - الأمل لسة موجود، الناس مفاتيح، والفطِن هو اللي يعرف إيه المفاتيح بتاعتهم ويستخدمها معاهم، من غير ما يميَّع ولا يداهن ولا ينافق. ممكن تحصل، واللهِ. بس إحنا نستعين بالله أولا، وثانيا نأخذ بالأسباب اللي تخلينا نوصل لمجتمع واعي منتج يملك مقدرات نفسه.

عندنا شباب لسة صغير، بذرة تقدر تحطها في مجتمع إيجابي، هتطلع فكر إيجابي برضو..

عندنا شباب كتير جدًا عايز يتعلم، ودلوقتي أكتر من زمان بكتير، وعنده استعداد يموت نفسه عشان يكون أحسن..

عندنا عقول ذكية، ومجتهدة، وبتحقق نجاحات مُلفتة بالمقارنة مع نظائرها..

عندنا ناس مؤمنة إن ربنا استخلفها في الأرض عشان مهمة معينة: وهي عبادته. فبيشوفوا إزاي يحققوا مراد ربنا سبحانه وتعالى منهم فيها، في الظروف اللي وُجدوا فيها دي..

وقبل ده كله، ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بالسعي. فهتسيب السعي وتقعد تتريق، يبقى أنت كده مش بتحقق المطلوب منك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق