الثلاثاء، يوليو 19، 2016

صنم العجوة!

  اللي بيحكم السياسات والتصرفات اللي بتعملها الدول هو "المصـــالح" وفقط. ورغم إن ده كلام بديهي جدًا بس للأسف مع الوقت وتسارع الأحداث بننساه. حاملو لواء الديمقراطية وتطبيقها حول العالم - أمريكا وأروبا وكده - يغضون الطرف عن تطبيق طريقتهم المُثلى في الدول الأخرى طالما لهم مصالح مع أنظمة الدول، إنما أول ما رؤوس الأنظمة دي تتحرق يبتدوا ينشدوا في شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وخلافه. إنما في الواقع، هم لا فارق معهم حقوق الإنسان اللي هو أنت، ولا فارق معاهم استقرار نظام الحكم بتاعك وعدالته، هي بس أوراق بيلعبوا بها وقت الحاجة. والدليل على كده، تلاقي دولة من دول تتشدَّق بقيم الحرية والديمقراطية وتضغط على دول تانية وتنادي بتطبيقها فيها، ونفس الدولة دي تلاقيها بتدعم نظم عسكرية بالسلاح والاعتراف الدولي عشان بينهم وبين النظم دي سبوبة. فأرجوك، ما تنخدعش بالشعارات والبيانات اللي بتطلع من خارجيات الدول دي عشان دي بتبقى طالعة عشان مصلحة مش موجهة فعلا لنُصرة قيمة أو حاجة.

---


محاولة انقلاب تركيا دي لو كانت نجحت وكانوا قتلوا اردوغان، كان الغرب هيندد شوية وبعدين مع الوقت يتعامل مع الأمر الواقع - ده كده بحسن الظن إنهم مش هم اللي ورا محاولة الانقلاب أساسا - وكانوا ساعتها قالوا عايزين الأوضاع تستقر ونعمل حكومة منتخبة في أسرع وقت وخلاص. وصنم العجوة بتاع الديمقراطية ساعتها كان هيتاكل ولا فارق معاهم تمامًا، زي ما عملوا في مصر، وزي ما عملوا في تركيا، أما كانت الدفة في الأول بتُشير لتمكن الانقلاب فضلت أمريكا تطلع في بيانات ملوية من عينة: بنتابع الموقف، أو اللي قالوا في بعض وكالات الأنباء: Turkish uprising ، وأما تمكن إردوغان من استعادة السيطرة على الحكم قالوا ندعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا. مصالح فقط اللي بتحكم ما يجري، وكل مصطلحات الديمقراطية والحرية والرأي والكلام ده بيترمي في الزبالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق