الاثنين، سبتمبر 05، 2016

أسئلة..!

- يا ترى العربي اللي بيتولد على أرض القدس دلوقتي وأبوه وأمه مواليد ستينيات ولا سبعينيات، بيتعامل مع الاحتلال إزاي؟ إزاي ولد من ساعة ما اتولد وهو معتاد يشوف الشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في الشوارع وفي كل حتة، وبيتعامل مع التجار والبياعين ومقدمي الخدمات اليهود بشكل روتيني وطبيعي جدًا.. إزاي ولد زي ده تفضل لهب المقاومة في قلبه ما تموتش؟ إزاي بيقدروا يزرعوا القضية في قلوب المواليد الجُدد؟ ولا بيألفوا التعامل والتطبيع مع اليهود غصب عنهم؟ يا ترى بيخافوا دولة إسرائيل تقع؟ يا ترى بيخافوا لو دولة إسرائيل أُسقطت نظام حياتهم اللي مشافوش غيره ينهار هو كمان ويلاقوا نفسهم في فوضى؟ يا ترى بيصيبهم من الحب جانب لو اقتصاد إسرائيل بقى قوى؟ يا ترى بيزعلوا لما بتحصل عمليات فدائية في قلب إسرائيل؟ يا ترى فيه منهم بيتمنى لو المقاومة الفلسطينية تموت عشان حياتهم تفضل في استقرار حتى لو في كنف اليهود المعتدين؟ يا ترى كون الفلوس اللي بيتعاملوا بها هي الشيقل الإسرائيلي ده ما بيخليهمش يألفوا العدو وينسوا فكرة القتال؟ أما بيتعامل بالفلوس اللي مرسوم عليها جولدا مائير وليفي إيشكول ما بيخليهمش يتعودوا إنهم يتعاملوا مع المجرمين دول وشوية بشوية تموت جواهم حمية الجهاد والاستقلال؟


- يا ترى أما بيشوفوا قوات الأنظمة العربية بتتعامل إزاي ما المعارضة من شعوبهم بيقولوا ده اليهود علينا أخف وأرحم؟ يا ترى لما بيقارنوا بين الرصاص المطاطي ومدافع المية والغاز المسيل للدموع وبين الرصاص الحي والخرطوش والاعتقالات الجزافية ما بيقولوش ده اليهود علينا أخف وأرحم؟ يا ترى ما بيتمنوش نعمة العيش في استقرار كيان إسرائيل الصهيوني تزول بعد ما بيشوفوا اللي بيحصل لما العرب يتمكنوا من بعض؟! يا ترى اللي بيحصل في بلادنا العربية والإسلامية بيمثلهمش فتنة في دينهم وفي وطنهم؟!


- يا ترى إيه اللي يخلي بلد زي إسرائيل تقع؟ بلد احتلال وكفرة وظلمة وقتلة.. بس أقوى سلاح في الشرق الأوسط وأعلى بحث علمي ووسط بلاد عربية كلها - تقريبا بلا استثناء - بيحكمها أنظمة ما بين خونة وعُملا ولصوص وقليلي الحيلة، ومتدعمة من أقوى بلد في الدنيا - دلوقتي - والدعم المعنوي والسلام اللي هي عايشة متنعمة فيه في كنف الأنظمة العربية أقوى من الدعم المادي اللي بتاخده من أمريكا؟ يا ترى إسرائيل دي عشان تقع لازم تقع من جواها؟ منها فيها؟ يعني النظام اللي عاملينه مبنى على احتلال أرض مش بتاعتهم ده يهوي بهم من نفسه؟ بس إزاي؟ دول قايمين على عقيدة قوية ووطنية شديدة؟ الناس كانت بتهاجر لهم مخصوص عشان يقيموا دولتهم لأنها الحلم بتاعهم.. معاك إن فيه منهم هلاسين، بس ما أنت الأغلبية الكاسحة عندك هلاسين أو قل منفضين أو عايشين وخلاص. على الأقل هم لما بيبنوا كيانهم الاستعماري ده بيبنوه بشغف وحماس ودين! شارون ولا باراك ولا نتنياهو لما كانوا بيضربوا غزة كانوا بيضربوها دين، مش أي حاجة تانية. وكونهم مستأمنين الحرب مع الدول العربية في الوقت الحالي فده خطة، هم مش هبل زينا، هم كل حاجة بتحصل بيخطوا بها مراحل مهمة في حياة دولتهم. الخطط موجودة ومُعدَّة من زمان، ولو حصل تغيير فيها بيبقى تغيير محسوب بحيث ما يحيدش عن الهدف الأساسي لهم. إيه اللي ممكن يرفع ظلم الاحتلال وينهي كيانهم ده تمامًا؟ إيه اللي ممكن نبدأ فيه دلوقتي بحيث كمان كام عشر عشرين خمسين سنة الوضع الحالي يتغير والظلم يترفع؟


- المسلمين العرب وغير العرب اللي بيولدوا على أرض بلاد أوربا ولا أمريكا ولا روسيا دول، وبيكون آبائهم مولودين هم روخرين فيها، والجد بس هو اللي قدم إليها مهاجر من بلده الأصلية، الناس دي بتعيش مواطنين أوربيين وأمريكيين تماما، مفيش فيهم نعرة قضية من قضايا المسلمين والعرب؟ طب اللي بيسافر من إخواتنا وأصحابنا للبلاد دي دلوقتي ونوى إنه يعيش فيها لآخر عمره، عارف تماما إنه أحفاده وأحفاد أحفاده من بعده هيبقوا مواطنين أوربيين وأمريكيين صالحين وبيشتغلوا على البرامج التنموية لبلادهم اللي منها ممكن يكون قايم على خيرات بلادهم الأصلية؟ واللي منها ممكن يكون قائم على حروب أشعلتها أوربا وأمريكا عشان تضمن إن بلادهم الأصلية دي ما يقوملهاش قومة أبدًا.. معقول مفكروش في حاجة زي كده؟ طب ولو فكروا فيها بيبقى إيه استنتاجهم؟ بيقولوا هنعيش في المجتمع العربي أو المسلم اللي هناك ملناش دعوة؟ ملكش دعوة إزاي؟ أنت مش بتدفع ضرايب هناك؟ مش شغال على برامجهم هناك؟ مش مشارك في بطاقتك ومجهودك في الكلام ده ولو بشكل غير مباشر؟ طب اللي عايشين هنا في بلادنا العربية المسلمة الجميلة، وشغالين في شركات أوربا وأمريكا اللي بتدعم الخطط اللي بتحطها الدول دي عشان مستقبل الدول دي يفضل في ازدهار ورخاء وبانيين ده على أحلام وآمال فقراء بلادنا العربية المسلمة الجميلة، ما بيفكروش إنهم لازم يسيبوا أشغالهم دي بأي شكل؟ وإن ما ينفعش يبقوا شغالين فيها كده من غير خطة إنهم يسيبوها ولا حاجة؟ وإلا يبقوا فرقوا إيه عن اللي عايشين في أوربا وأمريكا وشغالين معاهم.. ما كده كأنهم سفراؤهم هنا، عبيدهم هنا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون!


- طيب الجماعة اللي عايزين يصلحوا ويحاولوا يعدلوا المايل في بلادنا العربية والمسلمة الجميلة، حاطين في بالهم إن طول ما الحوْجة موجودة للنظام الجائر بتاع العالم ده يبقى اللي بيعملوه ما يعديش كونه مُسكنات/مخدرات/وهم؟ طيب إيه الحاجة اللي تتعمل في بلادنا دي في ظروفنا دي في عصرنا ده اللي تهد الكيان العالمي الظالم ده كله وتحط مبادئ للعيش العادل الكريم للناس كلها؟ ولو الحاجة دي اتعملت وبقى لها أثر فعلا، هتتساب؟ هيسيبها نظام البلد اللي هي طلعت فيه؟ ولو سابها، هتتساب من الظلمة اللي برة؟ إيه اللي يركَّع الناس اللي برة دي ما يخليهمش يقدروا ييجوا علينا؟ طيب اللي شغالين في الجمعيات الخيرية على أكياس الرز واللحمة والفول واللي بيبنوا أسقف للبيوت واللي بيشتروا بهايم عُشر واللي بيوصلوا مية للقرى وغيرهم، شايفين مستقبل اللي بيعملوه ده؟ مقتنعين إن ده الحل وبس؟ طب الفساد ما دبِّش رجله فيهم هم شخصيًا؟ طب عملوا إيه عشان الفساد ده يقف ويتبتر؟ مش قادرين يعملوا حاجة؟ أمال هم بيعملوا إيه؟ وهو إيه الدافع ورا شغلهم ده؟ رضا ربنا؟ ولا رضا المجتمع المدني؟ ولا رضا الإعلام؟ ولا وقت فراغ وبنقضيه في حاجة مفيدة؟ ولا طاقة زيادة؟ ولا إيه؟ ولو رضا ربنا، طب إحنا شوفنا ربنا أمرنا بإيه عشان نعمله فعلا؟ ولا استسهلنا الخيار ده عشان ده اللي بنطلع فيه طاقاتنا الإيجابية والكلام الجميل ده؟!


- ليه ما بنتعلمش من التاريخ؟ بلاش التاريخ، ليه ما بنتعلمش من اللي بيحصل فينا؟ ليه مُصرين نمشي في السكة اللي ثبت إنها مش جايبة همها؟ ليه بنستثقل الطريق الطويل؟ طريق بناء الإنسان؟ ليه بننسى إن الهدف هو الإنسان نفسه مش المعمار ولا البناء ولا الفلوس ولا الطوب؟ هو إحنا بننسى فعلا ولا بنتعمد تجاهُل الحقيقة دي..

إنا لله وإنا إليه راجعون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق