الثلاثاء، سبتمبر 06، 2016

سبحان الله..!

 
قطعة لحمة صغيرة بقدر ما يمضغ الإنسان تنمو ويُشق لها عينان وأذنان وأنف، وينمو لها يدان وقدمان. قلبه ينبض ويضخ الدم لبقية جسده، يولَد فيبكي. من أبكاه؟ من أضحكه؟ من أين أتت له مشاعر الحب والكره؟ ومشاعر الإعجاب وحب اللهو واللعب؟ كيف لقطعة اللحم هذه أن تنمو فتكون بهذا الشكل المقبول للنفس؟ ومن أين للنفس أن تقبل أشكالا وترفض أخرى؟

سماءٌ عظيمة، تنظر إليها بعينك فلا تجد آخرها.. من رفعها هكذا بغير عمد؟ من أين لها بهذا الجمال؟ من جعل النفس تصفو وترتاح حين تنظر إليها صباحا أو مساءً؟ كيف ترتاح النفس لرؤية بخار الماء فيها فتستمتع بملاحقة تحركه مع الريح؟ كيف لهذه الريح أن تتحرك من مكان إلى مكان حاملةً في جعبتها هذا الرزق من المطر والخير للناس؟

بذرة صغيرة إن رأيتها على الأرض الصلبة أهملتها، إن وُضِعت في تربةٍ صارت شجرةً عظيمة، كيف صار هذا الإعجاز؟ بها خشب جامد وبها أوراق خضراء رقيقة؟ تُسقى بالماء على خِلقته هكذا.. فهذه تطرح برتقالا وتلك تطرح موزًا، والماء واحد.

لماذا تأتي الشمس وتذهب؟ من أتى بها ومن ذهب بها؟ لا تخلف ميعادها أبدًا. الصباح نور للخلق، والليل عتمة وسكنٌ لهم. عجيب!

من الذي جعل ظلَّ المرءِ ملازمًا له هكذا؟

سبحانك يا الله، ءامنت بك وحدك خالقًا لهذا كله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق