يستمتع الإنسان بالقراءة لأدب نجيب محفوظ، وهذا لا يحتاج إلى مزيد بيان. وفي الرواية أكثر ما استمتعت به وصفه رحمه الله للحارة المصرية وسيناريو الكلام بين الأبطال وكيف حافظ على الفصحى فيه رغم أن الأحداث تدور في الحارة الشعبية وكع ذلك لا تجد اصطناع أو تكلف في الحوار الدائر. وفي رأيي هذا أجمل ما في الرواية. أما بخصوص سير الأنبياء. فالأمر جليّ وواضح أن نجيب أخذ من قصص وسير الأنبياء قالبا لروايته، مع التركيز على قضية العدل والظلم، وكيف أن الناس ما يلبثوا يعودوا لما كانوا عليه قبل الهدى، وتصوره في النهاية أن المستقبل للعلم الذي رمز له بالسحر على يد عرفة الذي تميز عن أقرانه السابقين بالعلم. وأختلف مع هذا التصور الذي يصور وكأن ما فات من الهدى قد زال أوانه وأن القادم هو للعلم لأن القضيتين منفصلتين في الحقيقة، فأمور العلم والتقدم والتجارب منفصلة عن أمور الهدي والعقائد. تلك قضية واتجاه وتلك قضية واتجاه ولا تشابك أو صراع بينهما. حتمًا حصل حوارات ونقاشات كثيرة حول الرواية وقيل أن نجيب تعرض لمحاولة اغتيال على إثرها، ولكن في النعاية يبقى لكل إنسان انعكاسه الشخصي لما يقرأ وتصوره الخاص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق