الأربعاء، أكتوبر 09، 2024

حرب كاشفة

قبل فترة وجيزة أعلن الاحتلال عن نيته شن هجمات في الشرق الأوسط. عاوزك تتصور معايا كده بلد في منطقة ما في العالم، حواليها بلاد أخرى ذات سيادة.. البلاد دي فيها شعوب، ومجالس برلمانية وحكومات وجيوش نظامية وفخامات رؤساء دول، ومعالي وزراء، واللي انت عاوزه من كافة أنماط مظاهر الاستقلالية والسيادة.. وتيجي الدولة اللي في وسطهم دي تصدر صطر تصريح رسمي إننا هنضرب ضربات في المنطقة اللي حوالينا دي. بصرف النظر عن بلطجة وعجرفة الدولة دي.. الناس اللي حواليها دول تعاملوا مع الموضوع عادي. مفيش مشكلة يعني ما يضرب. وبعدين قامت الدولة دي ضربت فعلا، مش أهداف عسكرية بس لا ده بيضرب أهداف مدنية.. ومحدش بيطلع حتى يتكلم يقول يا جماعة هو في ايه؟! يعني ايه بلد تطوح بايديها تضرب يمين وشمال زي ما تحب من غير ما يبقى عندها تخوف حتى من رادع ما.

الاحتلال ما ضربش اليمن بس، وما ضربش ايران - من قبل - بس وما ضربش الضفة الغربية (اللي تحت سيادة محمود عباس) بس، وما ضربش لبنان (اللي ليها حكومة وشعب وجيش نظامي مش مشتبك مع الاحتلال) بس، مؤخرا بيضرب في سوريا.. لسة ضارب مصنع تجميع سيارات فيها بعد ضربات متكررة لمواقع فيها والنظام السوري حتى الآن محتفظ بحق الرد.

من مخرجات الحرب اللي دايرة بقالها سنة في غزة إنها قلعت الكيانات الرسمية دي كلها وكشفت حقيقة حق الرد اللي بقاله في التلاجة أكتر من أربعين سنة، وكشفت وقت الجد ايه مدى تطاول الاحتلال وعدم خضوعه لأي معيار من معايير الصوابية السياسية والكلام الفاضي ده وكشفت شكل الدعم الغير مشروط اللي بيحصل عليه لما تكون المعركة وجودية بالمنظر ده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق