حول الأسلوب الدعوي الاعتذاري..

كنت حضرت دورة مع الأستاذ فاضل سليمان كانت معنية بكيفية تقديم دين الإسلام لغير المسلمين، فيه حاجات كثير فضلت معلقة في دماغي من الدورة دي، لكن اللي كل شوية بفتكره لما كان بيتكلم عن الطريقة الاعتذارية لتقديم الإسلام.

وهي إنك - بسبب إن عليك ضغوط أو غيره - تضطر تقدم الإسلام بطريقة زي ما تكون مكسوف منه في بعض الحاجات، فتحاول تصبغ الإسلام بحاجات مش فيه عشان الناس بس تبقى راضية عليك وإنه يا جماعة إحنا حلوين مش زي ما أنتم فاكرين..

زي مثلًا: يا جماعة إحنا بنلبس حجاب آه، بس البنطلون الجينز تحتيه أهو، إحنا زيكم (ده المثال اللي ضربه الأستاذ فاضل وقتها وأعتقد قصد به الناس اللي بتحاول تبين إننا مع الموضة والأمركة ماحناش رجعيين أهو دون التطرق للمسائل الشرعية في الصدد ده)، أو دلوقتي مثلًا يتقال: إحنا مش كشريين أهو يا جماعة وبنفرح وبـ"نرقص" وبنتطط ولاد وبنات مع بعض على الأغاني بتاعتكم أهو إحنا منكم.. وهكذا.

1- أنت مش مضطر تعتذر لأي شخص على هذا الكوكب على أي حاجة، دين الإسلام هو دين الله، اتبعه انت بس كما أنزل واتخذ من المصطفى قدوةً لك وأنت تنجو. وتصرفات المسلمين مش هي الإسلام، ومانتاش مضطر تعتذر عن تصرفات بشرية ممكن تكون دوافعها قهر أو ظلم أو جهل أو غيره. متلبسش دينك لبس مش بتاعه.

2- الطرف الآخر مش هيحترمك لما يلاقيك بتتخلى عن ثوابت دينك عشان ترضيه، إنما هيتيقن من ضعف موقفك. وكتير لما الطرف الآخر ده بيسأل عن حاجة غريبة عليه في دينك بيبقى بيسأل عشان يعرف مش عشان يسمع مبررات منك.

3- اللي يحاول يرضي الناس على حساب رضا ربنا سبحانه وتعالى فهو "الخاسر" لا محالة.

اللهم أعزنا بالإسلام وأمتنا عليه وارضَ عنا وعن أهالينا والمسلمين.

الأساس أولًا..

من غير المنطقي: أن يكون الفرد غير مرتبط ارتباطًا قويًا بمنهجِ الله سبحانه وتعالى أو لم يلجَ فيه بعد، ولكن يتأثر ببعضِ مظاهر الصوفية التي تظهر على بعض الناس، فيرتبط بها وفقط من قبل أن يكون هو على منهج اللهِ سبحانه وتعالى أصلًا.

خطر جدًا: أن تكون على نفس حالِك مع الله - من جوَّة - وأنت أدرى الناس بحالك مع الله، ثم تجد لذَّة في الارتباط بالجو العام للحالة الإيمانية التي يكون فيها البعض، فيصبح الأمر بالنسبة لك ليس إلا: جو "هاي" آخر جديد فقط لم تعتاده من قبل.

انظُر إلى حالِك مع الله، وكن صادقًا مع نفسك.. ولا تتبع كل كلمة أو أثر أو مظهر إيماني فرعي من البعض فتظُن أنك بذلك حققت مُراد الله فيك، وإنما كُن لله باطنًا وظاهرًا.. فإن ظهرت عليك أمارات وآثار هذا الإيمان فستظهر وقتئذ بغير تكلُفٍ ولا اصطناع.

--------
> قد تُعجب بأشعار مدائح النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا ترتبط بها فتكون هي كل دينِك في حين أنك أساسًا بعيد كل البعد عن أخلاق وشريعة ومنهاج النبي صلى الله عليه وسلم.

> تعلم الدين من المشايخ، ولا ترضى بالوقوفِ عند معرفة روحانياتهم وكراماتهم. هم لم يصِلوا لتلك الروحانيات قبل أن يلجوا في هذا الدين ويتعلموه كما كان الصحابة الكِرام رضوان اللهِ عليهم يتعلمون الدين من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

> كُن صادقًا مع نفسِك.

أسأل الله تعالى أن يهديَني إلى صراطِه المستقيم.

إلى سطح القمر..

امبارح دخلنا مع الشباب اللي معانا في برنامج T2P في أكاديمية إحياء القبة السماوية Planetarium في الجامعة الأمريكية. مش هتكلم كتير عن المتعة بتاعة الفُرجة ع السما اللي فيها نجوم اللي متعودناش نشوفها خالص، إنما اللي تأثرت منه وحسسني بالنقص الصراحة لما الأستاذ اللي كان بيعلمنا ويحكيلنا عن الفلك شغل لنا فيديو مسابقة جوجل بتاعة القمر.

الفيديو بيبدأ مصوَّر أول خطوة يخطوها رائد الفضاء الأمريكي نِل أرمسترونغ على سطح القمر، وبعدين الكاميرا تطلع ويجيبلك سفينة الفضاء اللي هو طالع يركبها بعد ما خلص المهمة بتاعته، وبعيدن الكاميرا قعدت تسرح بقى تمشي على سطح القمر فتلاقي العربية اللي كان بيستخدمها هناك..

وبعدين بقى عشان يحفزك إنك تشتغل على المشروع ده فقاعد يمشي لك على سطح القمر ويوريك أماكن سفن الفضاء الكتير أوي اللي طلعت على سطح القمر ويقول لك دي سفينة اسمها كذا طلعت سنة كذا.. ويجيبلك العلماء عملوا إيه عشان يعرفوا تربة سطح القمر دي بتتكون من إيه وهكذا.

الفيديو أثَّر فيّ أوي الصراحة، وتنحت من بعديه تتنيحة محترمة، وقعدت أقول مش ممكن ع الميديا الفحيتة، ومش ممكن على الأسلوب اللي بيستغلوا به بذكاء وحرفة عالية إنجازاتهم إنهم يوصلوا للعالم إنه يا حبيبي مهما تعمل انت نَكِرة.
صراحةً فضلت ألففها في دماغي كتير لحد ما لقيت صديقي هواش بيقول لي: تحس إنهم عايزين يقولوا بعد الفيديو ده:
بُص أنا عملت الفيديو ده، وبالتالي: Your argument is not Valid.

م الآخر يعني مش محتاج أتكلم كتير..

إحنا متأخرين جدًا جدًا جدًا.. ده شئ مفروغ منه، يعني تقريبًا إحنا في scale وهم في scale تاني أساسًا، فاللي عايز يشتغل ويعمَّر في البلد دي ولا في غيرها لازم يبقى صبــــور جدًا، ويشتغل بمنتهى القوة جدًا جدًا، ويبقى عنده تقبُل إنه ممكن ميشوفش نتايج الطحن اللي كان بيطحنُه. لازم كمان يبقى فاهم كويس أوي إنه التوفيق هيكون بس من عند ربنا سبحانه وتعالى، وإنه لو فكر يلحق بالناس دي بسواعده وبس فده شئ مستحيل، لكنه أهون ما يكون على الله.. فلازم زي ما هيشتغل ويطحن نفسه شُغل، يتوكل على الله حق توكلِه ويدعي ويتضرَّع إلى الله ويبقى عنده يقين إنه النصر هيكون من عنده هو وحده لا شريك له.
بس أنا كده ارتحت الحمد لله

معلش أصلي بني آدم طبيعي وبتنرفز!

دلوقتي بقى فيه شباب كتير بينتمي للتيار الإسلامي بيشتم على فيسبوك وتويتر وبعد كده ممكن يذيِّل كلامه إنه أنا عارف إن ده مش صح بس أنا اتنرفزت وأنا إنسان طبيعي و.. و..

أنا بيبقى عندي تساؤل وقتها: إنه واللهِ وارد الواحد يتنرفز وهو بيتكلم في نقاشٍ ما مثلًا فيشتم وبعدها يرجع يستغفر أهي كلمة طلعت من بقه يحاول يستغفر ربنا عشانها وكل ابن آدم خطاء مفيش مشكلة.. لكن أما بتبقى استيتس على فيسبوك بتتكتب، لأ معلش.. انت بتكون اتنرفزت خلاص، وبدأت تكتب.. وواعي بتكتب، وعايز توصل للفريندز والفولورز اللي عندك إنك متنرفز وعايز تشتم.. فدي غير دي..

صراحةً أنا مبحبش عدم الاتساق والصدق مع النفس.. عايز تشتم محدش يقدر يمنعك إنك تشتم، بس أتمنى إنك متبرَّرش شتيمتك بعد ما تكون كتبتها بإيدك وأنت في كامل وعيك وتقول أصلي متنرفز أصلي متضايق، لأ! بلاش تحوَّر. صدقني هترتاح.. هترتاح نفسيًا.

وإحنا بنمُر بأوقات غريبة جدًا في الفترة دي في حياتنا، ومبقاش فيه كبير ولا حدود لإيه اللي ممكن يتقال، وممكن تلاقي شباب بيصنف نفسه إنه بيدافع عن الدين الإسلامي ويشتم بالأم والأب!

أكيد لأ، أكيد انت مش متنرفز.. والدم غلي في عروقك، وبعدين قمت فاتح اللابتوب والدم بيغلي في عروقك، وبعيدن قمت كاتب استيتس تفرغ فيها غضبك مثلًا؟!! اللي بيشتم عشان متنرفز ده بيشتم في وقتها عشان الموقف، مش بعد ما يستنى شوية يقوم كاتب تويتة ولا استيتس يشتم فيها.. كده انت عايز تشتم فمتحورش واعرف إنك شتام!

#فاصل_مش_إعلاني

رسالاتي لكِ - الرسالة الثالثة

اعتراف: نقطة ضعفي الفظيعة بالنسبة لكِ حين أراكِ تضحكين بعد البُكاء، فأرى الابتسامة وعليها الدموع. وقتها أقول كيف لوحش شرِس مثلي أن يترككِ تبكين ولو للحظة. ولكن الحمد لله سرعان ما أستوعب الأمر وأقول عادي ما العيال لازم يعيطوا :)